| «مجتمع الديسلكسيا».. منصة «سارة» لدعم مصابي عسر القراءة

أول 9 سنوات فى حياتها كانت الأصعب على الإطلاق، لم تكن تعلم بدقة سبب مشكلتها أو حتى مسماها العلمى، كل ما تعرفه فقط أنها لا تجيد القراءة بسلاسة كغيرها من أبناء سنها، فيصعب عليها فصل الكلمات عن الجمل، أو أجزاء الكلمة الواحدة عن بعضها، ما يسبِّب لها حرجاً شديداً، ولا يستوعبه مَن حولها.

سارة صدقى عانت عسر القراءة أو ما يُعرف بـ«الديسلكسيا»، إحدى أكثر صعوبات التعلم شيوعاً، ويؤثر على ما بين 10-20٪ من سكان العالم، ويرجع إلى وجود مشكلات فى التعرف على أصوات الكلام والحروف، بسبب فروق فردية فى مناطق الدماغ التى تُعالج اللغة، ويتطلب من الأطفال المصابين به الخضوع لبرامج تدريبية مخصصة لهم.

تحكى «سارة» عن تجربتها: «لسوء حظى لم يفهم أحد فى مدرستى ما هو مرض عسر القراءة، ولم أتلقَّ الدعم الذى كنت أحتاجه إلا من أهلى، وقد أثر ذلك على نفسيتى، لأننى كنت أتعرض لتنمر دون أن يفهم أحد ما أمر به، انتقلت مع أسرتى إلى دبى لمدة ثلاث سنوات، وفهمت كيفية التعامل مع مرضى، وعند عودتى إلى مصر قررت أن أكون مؤثرة فى حياة كل شخص يعانى هذا المرض».

تخرجت «سارة» فى كلية الفنون الجميلة، ولكنها تعمل فى نظام التعليم منذ 5 سنوات، كما قامت بتأسيس منصة «مجتمع الديسلكسيا حول العالم» فى عام 2019، لإعلام مَن يعانون هذا المرض أنهم ليسوا وحدهم، ومشاركة قصصهم وتجاربهم مع بعضهم البعض، والتحدث عن أكثر الشخصيات المؤثرة حول العالم التى كانت مصابة بنفس المرض.

إنشاء سيناريوهات قصيرة بين المصابين بعسر القراءة وغير المصابين، فكرة تقدمها «سارة» لإظهار كيف يكون الأمر مع عسر القراءة وطريقة التأقلم معه: «أعتقد أنها أفضل طريقة لزيادة الوعى بالاضطراب بطريقة ممتعة وتعليمية، بالإضافة إلى إننى أشارك على جميع منصاتى الأخرى مقاطع فيديو ومنشورات مفيدة للأشخاص الذين يريدون معرفة المزيد عن عسر القراءة».