| أسرار كهف طليحة في سيناء.. نقوشه خرجت منها اللغات القديمة

من أعلى قمة جبل سرابيط الخادم، وعلى بعد 30 كيلومترا من مدينة أبو زنيمة بجنوب سيناء، تؤرخ الأبجدية السينائية أصل الكتابة برموزها وعلاماتها، التي تجمع بين الكتابة الهيروغليفية والكتابات الأخرى للعالم «أصل الكتابة» داخل كهف طليحة، من خلال النقوش والصور المحفورة على الجدران.

أصل اكتشاف كهف طليحة

من جهته، أوضح الدكتور عبد الرحيم ريحان، عضو المجلس الأعلى للثقافة «لجنة التاريخ والآثار» بجنوب سيناء، لـ«»، أن كهف طليحة بمنطقة سرابيط الخادم يتميز بالنقوش السينائية، ويعد من أهم الكهوف التي جرى استخدامها في أعمال تعدين الفيروز؛ إذ اكتشفت النقوش الصخرية في بداية القرن العشرين على يد عالم الآثار البريطاني «فلندرز بيتري»، وهي الأبجدية السينائية أو «proto sinaitic alphabet»، والبداية لمعرفة اختراع الأبجدية الفينيقية، ومرحلة تحول من الكتابة التصويرية إلى الكتابة الخطية التي فتحت الطريق لظهور الأبجديات.

الاكتشافات الأولية للنقوش السينائية

وأكد «ريحان» أن النقوش السينائية الأولية اكتشفت عام 1905 بواسطة «فلندرز بيتري» أثناء التنقيب في جبل سرابيط الخادم، واستطاع عالم الآثار «آلان جاردنر» حل رمز النصوص القصيرة في الكتابة السينائية، وأعلن أنها مصدر الكثير من الأبجديات وأرخها لعصر الأسرة 12 «الدولة الوسطى» في القرن 18 قبل الميلاد، الذي يعد العصر الذهبي لاستغلال مناجم النحاس بمنطقة سرابيط الخادم.

وأشار إلى أن عدد النقوش المكتشفة وصل الى 25، بينما أرخ «ويليام ألبرت» عالم المصريات بعد أعمال البعثة الإفريقية لجامعة كاليفورنيا النقوش السينائية لعام 1500 ق م «عصر الدولة الحديثة»، وانتقلت النقوش الى الكنعانيين «سكان فلسطين والساحل الفينيقي وأجزاء كثيرة من الإقليم السوري».

النقوش السينائية وأصل الأبجديات بكهف طليحة

في السياق نفسه، قال محمد الدسوقي، خبير علوم جيوفيزيا، لـ«»: إن مغارة طليحة تعد من أوائل الأماكن التي نشأت فيها الأبجدية على مستوى العالم؛ إذ تعرف عالم المصريات فلندرز بيتري على الحروف الهيروغليفية، من خلال النقوش على جدران الكهف، وأدرك بعد الفحص أن النص بالكامل أبجديا وليس مزيجا من رسم لفظي ونظام كتابة مقطعية كالكتابات المصرية، وافترض أن النص أظهر سيناريو ابتكره عمال مناجم الفيروز، مستخدمين إشارات خطية من الكتابة الهيروغليفية.