وجاء في بيان منظمة الصحة العالمية: إن الحالات التي تم تنويمها في المستشفيات كان بسبب معاناتها من التهاب الشعب الهوائية أو الالتهاب الرئوي، وإن معظم المصابين بفايروس الجهاز التنفسي البشري (HMPV)، يعانون من أعراض خفيفة في الجهاز التنفسي العلوي تشبه أعراض نزلات البرد الشائعة ويتعافون بعد بضعة أيام. وأضافت المنظمة: أنه تم التعرف على فايروس (HMPV)، لأول مرة 2001م، وأنها على اتصال بمسؤولي الصحة الصينيين، فيما أبلغت بعض الدول بما فيها الهند وبريطانيا، عن ارتفاع حالات الإصابة بفايروس التهاب الجهاز التنفسي هذا الشتاء، وأثارت بعض تقارير التواصل الاجتماعي، مخاوف تفشي الفايروس، فيما أبلغت السلطات الصينية، وكالة الصحة التابعة للأمم المتحدة أن النظام الصحي ليس مثقلاً بالمخاطر.
ورأى بعض المختصين الصحيين، أن فايروس التنفس البشري المتبدل (HMPV)، نشأ من انتقال حيواني من الطيور إلى الإنسان؛ ما يعني أن الفايروس قد انتقل من الطيور إلى البشر في مرحلة ما من تاريخ تطوره، وينتمي إلى نفس عائلة الفايروس المخلوي التنفسي (RSV)، وهو موجود منذ 2001م، على الأقل عندما تم التعرف عليه لأول مرة في هولندا، وهو فايروس يصيب الجهاز التنفسي العلوي غالباً وأعراضه مثل أعراض نزلة البرد (كحة وألم بالحلق وسيلان من الأنف وسخونة وآلام بالعضلات)، وأحياناً يتسبب في (التهاب رئوي حاد والتهاب حاد بقصبات التنفس السفلية)، مما يسبب صعوبة في التنفس وصفيراً أثناء التنفس، وينتقل عبر قطرات التنفس عند السعال (الكحة) أو عند العطاس وعن طريق لمس الأسطح.
صفير وضيق تنفس وانسداد
الباحثة في الوراثة الجزيئية للفايروسات والأمراض المعدية الدكتورة همسه طاهر طيب، قالت لـ«»: إن فايروس (HMPV) يصيب الجهاز التنفسي العلوي والسفلي بشكل رئيسي، وأعراضه السعال، الحمى، احتقان الأنف، سيلان الأنف، التهاب الحلق، الصفير، وضيق التنفس، فيما تأتي الأعراض الشديدة في بعض الحالات، ويمكن لـ(HMPV)، أن يؤدي إلى حالات أكثر خطورة مثل التهاب القصبات، الالتهاب الرئوي، وتفاقم الربو أو مرض الانسداد الرئوي المزمن.
وينتقل المرض عبر قطرات التنفس عندما يسعل أو يعطس الشخص المصاب. يمكن أيضاً أن ينتقل عن طريق لمس الأسطح الملوثة ثم لمس الفم أو الأنف أو العينين.
وتضيف الدكتورة همسه، أن الأطفال خصوصاً من تقل أعمارهم عن خمس سنوات، يكونون في خطر أكبر، والحال نفسه ينطبق على كبار السن الذين تزيد أعمارهم على 65 سنة، فيكونون أكثر عرضة، وكذا الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة مثل الأشخاص المصابين بأمراض مزمنة، السرطان، أو الذين خضعوا لعمليات زرع أعضاء، يكونون في خطر أكبر.
العلاج في الراحة
الباحثة في الوراثة الجزيئية للفايروسات والأمراض المعدية الدكتورة همسه، أوضحت أن الوقاية من المرض تتمثل في نظافة اليدين وغسلهما بانتظام بالماء والصابون لمدة لا تقل عن 20 ثانية، وتجنب الاتصال الوثيق والابتعاد عن الأشخاص المصابين وتجنب التفاعلات الشخصية الوثيقة، وتنظيف الأسطح وتعقيمها خصوصاً التي تكون ملوثة بانتظام، مع أهمية البقاء في المنزل إذا كنت تعاني من الأعراض لمنع انتشار الفايروس. وتتابع: حتى الآن لا يوجد أي علاج من الفايروس سوى الراحة والترطيب، والأدوية التي لا تحتاج إلى وصفة طبية لتخفيف الأعراض الموسمية؛ التي تظهر وتكون أكثر شيوعاً في أواخر الشتاء وأوائل الربيع، على غرار أنماط الإصابة الموسمية بالأنفلونزا. أما أسباب إصابة الأطفال بكثرة فتعود إلى أسباب عدة منها: الجهاز المناعي غير الناضج خصوصاً لدى الأطفال الذين تقل أعمارهم عن خمس سنوات، فلديهم جهاز مناعي لا يزال في طور النمو ما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالعدوى، بما في ذلك (HMPV)، ومن الأسباب أيضاً التواصل القريب فالأطفال غالباً ما يتفاعلون بشكل وثيق مع بعضهم مثل اللعب ومشاركة الألعاب، ما يسهل انتشار الفايروسات التنفسية، وكذا البيئات الجماعية فالأطفال غالباً ما يحضرون مراكز الرعاية النهارية والمدارس، ويمكن أن تنتشر الفايروسات بسهولة؛ بسبب وجود عدد كبير من الأشخاص في مكان ضيق. ومن الأسباب أيضاً؛ وفقاً للدكتورة همسة، نقص التعرض السابق فالعديد من الأطفال لم يتعرضوا للفايروس من قبل؛ لذا يفتقرون إلى المناعة ضده، هذه العوامل تساهم في ارتفاع معدل إصابة الأطفال. وعن أحدث المعلومات حول فايروس التنفس البشري المتبدل (HMPV)، استعرضت الدكتورة همسة، التفشي في الصين، فهناك تقارير عن احتمال وجود (HMPV)، في مركز الصحة العامة في الصين. ومع ذلك، لم يتم الإعلان الرسمي عن حالة طوارئ، وناقش الخبراء بالولايات المتحدة ما إذا كانت المناعة الجماعية تحققت وتوصلوا إلى أنها لم تتحقق حتى الآن بسبب عدم وجود لقاح واحتمالية إعادة التعرض للإصابة. وقد أوصى مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) بالاستمرار في اتخاذ إجراءات وقائية مثل غسل اليدين بانتظام، وتجنب التواصل الوثيق مع الأشخاص المرضى، وتنظيف الأسطح بانتظام للحد من انتشار العدوى.
من الطيور إلى الإنسان
استشاري الأمراض المعدية بمدينة الملك سلمان بن عبدالعزيز الطبية بالمدينة المنورة الدكتور خالد غليلة، أوضح أنه يوجد اعتقاد علمي أن فايروس (HMPV)، نشأ من انتقال حيواني من الطيور إلى الإنسان؛ ما يعني أن الفايروس انتقل من الطيور إلى البشر في مرحلة ما من تاريخ تطوره.
ويوضح استشاري الأمراض المعدية الدكتور غليلة قائلا: إن (HMPV) ينتمي إلى نفس عائلة الفايروس المخلوي التنفسي وهو موجود منذ 2001م، على الأقل عندما تم التعرف عليه لأول مرة في هولندا، وهو فايروس يصيب الجهاز التنفسي العلوي غالباً، وأعراضه مثل أعراض نزلة البرد.